ادى جدال علني حاد بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الى انسحاب اردوغان من الجلسة العلنية للمؤتمر المنعقد بدافوس بسويسرا، على خلفية منعه من قبل رئيس الجلسة من التعليق على حديث بيريس عن غزة واتهامه لحماس بالتسبب باندلاع الحرب بسبب استمرارها بقصف المناطق الاسرائيلية بالصواريخ.
وتساءل ادروغان لماذا يمنع من التعليق على حديث بيريس الذي اخذ اكثر من نصف ساعة في الحديث ولم يسمح له بالتعليق على اقواله. وياتي ذلك فيما تحدث بعض المحللين عن امكانية حدوث ازمة سياسية بين البلدين على خلفية ما حدث اليوم في مؤتمر دافوس، فيما شوهد امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وقف يرحب بأقوال اردوغان وانسحابه من الجلسة، وصافحه وعانقه لذلك.
وكانت تركيا قد حثت الرئيس الأميركي باراك أوباما على إعادة صياغة مفهوم "الإرهاب" في الشرق الأوسط والاستفادة من ذلك في إعادة صياغة سياسة أميركية جديدة في المنطقة، وذلك قبل أيام من وصول المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط جورج ميتشل إلى أنقرة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام فعاليات منتدى دافوس الدولي المنعقد في سويسرا إنه "يتوجب على الرئيس أوباما إعادة تعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط وتأسيس سياسة أميركية في المنطقة جديدة وفق التعريف الجديد".
وألمح أردوغان إلى موقع تركيا الفريد وأنها رعت محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا كما أنها تدخلت للوساطة مع الفلسطينيين إبان الحرب على غزة، وقال في كلمات بدت موجهة إلى صانع القرار الأميركي "مقارنة بالدول الغربية فإننا نتحدث بشكل أفضل لغة الشرق الأوسط".
وفي إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة، قال رئيس الوزراء التركي إنه قبل 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي كانت بلاده قد انخرطت بعمق في الوساطة بين دمشق وتل أبيب، وإن أنقرة كانت تنتظر ردا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت حين بدأت القنابل الإسرائيلية تسقط على الأراضي الفلسطينية.
وقال أردوغان إن تصرف إسرائيل ذاك "قلة احترام لنا، كما أنه يلقي بظلال الشك على عملية السلام". وأضاف أنه حتى الآن مع وجود وقف هش لإطلاق النار فإن المحادثات السورية الإسرائيلية قد توقفت.
وأوضح المسؤول التركي أن عملية السلام "قد وضعت على الرف، ولكن إذا طلبتها الأطراف فإن تركيا ستكون مستعدة للمشاركة وأن تلعب دورا في تلك المباحثات".
يذكر أن تركيا تسعى إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وهي تحتفظ بعلاقات مميزة مع العالم العربي والإسلامي بما فيها حركات المقاومة خصوصا في ظل وجود حكومة أردوغان ذات التوجهات الإسلامية